2013-05-03

إدارة اللون للمبتدئين

وسائل العرض التي تُظهر الألوان هي الآن في متناول المستهلكين الذين يستعملونها في العمل، والمنزل، وشاشات الهاتف النقال، ودور السينما. ويسلّم المستهلكون غالبًا بأن هناك وثوقية لونية جيدة في نقل الصور بين الأجهزة المختلفة، فالكائن الأحمر في صورة ما سيبدو باللون الأحمر نفسه تقريبًا عند عرض الصورة على شاشات الحواسيب المختلفة، وعند طباعتها، وعند عرضها على الهاتف المحمول.

ليس من السهل تحقيق هذه الوثوقية اللونية، فالأجهزة المختلفة تستخدم تقنيات مختلفة جدًا لعرض الصور الملونة. فشاشة الحاسوب مثلًا تمزج الضوء المتولد من ثلاثة ألوان أولية (الأحمر والأخضر والأزرق) لتولد مجموعة أو سلسلة من الألوان. وتستخدم الطابعة من جهة أخرى تقنية مختلفة تمامًا، وعادة ما تستخدم مزيجًا من الأحبار بألوان السيان والقرمزي والأصفر والأسود (س.ق.ص.د) لتولد سلسلة من الألوان. حتى شاشات الحواسيب تستخدم تقنيات مختلفة ومتنوعة، من شاشات CRT التي صارت من التاريخ إلى LCD و LED والبلازما) كل واحدة منها قد تستخدم ألوانًا أولية حمراء وخضراء وزرقاء مختلفة. إدارة اللون مطلوبة لتعويض اختلافات التقنيات (الألوان الأولية، مزج الألوان، سلاسل الألوان) بين مختلف أجهزة العرض، وهذا يتطلب أن تتعاون الشركات التي تنتج أجهزة العرض بحيث يمكن للأجهزة أن تتخاطب مع بعضها البعض. وقد تحقق هذا بتشكيل التجمع الدولي للون (International Color Consortium ICC) الذي تأسس في سنة 1993 من ثماني شركات (تتضمن مايكروسوفت وأبل). في يومنا هذا زاد عدد الأعضاء في التجمع حتى بلغ ما يقرب السبعين شركة، وهدفهم "خلق وتعزيز وتشجيع تطور هيكلية ونظام لإدارة الألوان تكون مفتوحة ومحايدة". وقد تمخض التجمع الدولي للون عن بروفايل للجهاز ونظام لإدارة الألوان.
بروفايل الجهاز هو ملف حاسوبي مقترن بكل جهاز (طابعة، كاميرا، شاشة عرض، إلخ) يحتوي على معلومات تساعد في إدارة اللون. في حالة شاشة الحاسوب مثلًا، سيتضمن بروفايل الجهاز معلومات حول الألوان الأولية للشاشة التي ستسمح للصورة الملونة بأن تُضبط لتعوض عن خصائص جهاز العرض، بحيث تعرض الألوان على نحو صحيح. نظام إدارة الألوان هو برنامج يدير كيفية تفاعل بروفيلات هذه الأجهزة مع بعضها البعض وتكون عادة جزءًا من نظام تشغيل الحاسوب. وعندما يقوم المستخدمون بالتقاط الصور وعرضها أو طباعتها فإنهم يستخدمون إدارة اللون طوال الوقت، مع أنهم قد لا يدركون ذلك حقًا. ومع أن هذا المستوى من إدارة الألوان يكون مدمجًا في البرنامج والجهاز وغير مرئي للمستخدم، إلا أنه يؤدي إلى وثوقية لونية للصور عندما تلتقط وتعرض أو تطبع في جميع أنحاء العالم.
ومع ذلك، فإن هذا المستوى الافتراضي من إدارة اللون بعيد عن الكمال، فهو لا يأخذ بعين الاعتبار مثلا التغيرات في إعدادات الجهاز (يمكن للمستخدم مثلا أن يغير التباين أوالسطوع أو درجة حرارة اللون لجهاز العرض) فتكون وثوقية اللون تقريبية فقط. هذا المستوى من وثوقية اللون قد يكون كافيًا لإرضاء 90٪ أو أكثر من المستخدمين الذين لا يشكل اللون قضيتهم الأساسية. ومع ذلك، سيشكل اللون مصدر قلق كبير للاختصاصيين العاملين في الصناعات المهتمة باللون (مثل التصميم) ويتطلب الأمر مستوى أعلى من إدارة الألوان. ويمكن لهؤلاء المستخدمين الحصول على أنظمة (عادة أجهزة قياس للون منخفضة التكلفة والبرمجيات المرتبطة بها) تسمح بتوليد بروفايل خاص بالمستخدم ولجهاز محدد مع إعدادات خاصة. يقوم هذا البروفايل الخاص بأخذ مكان البروفايل الافتراضي للجهاز وينبغي أن يمكننا من الحصول على وثوقية لونية أكبر. ومع ذلك فإن وثوقية اللون دائمًا ما تكون قضية غير كاملة. ومن الصعب على أنظمة الألوان أن تعوض تمامًا حقيقة أن الأجهزة المختلفة مثلا قد تولد سلاسل لونية مختلفة تمامًا (لا يمكن للطابعات القائمة على نظام س.ق.ص.د أن تظهر لونًا أحمرًا ساطعًا مثل شاشة الحاسوب).